۲۹ مارس ۲۰۲٥
القاهرة، مصر
استضاف المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة مجموعة متميزة من أساتذة وطلاب اللاهوت المسيحي من جامعة لوند في السويد، بالإضافة إلى ممثلين عن الكنيسة اللوثرية في السويد، وذلك في زيارة تهدف إلى استكشاف التاريخ الغني للمسيحية والإسلام في مصر، والمشاركة في سلسلة من المناقشات حول العلاقات بين اتباع الأديان ودورها في تعزيز السلام والتسامح والتعاون بين الأشخاص من خلفيات دينية وثقافية مختلفة.
ترأس الوفد السويدي الدكتور ياكوب ويرين، أستاذ لاهوت الأديان في جامعة لوند ومستشار رئيس أساقفة السويد، الذي أكد على أهمية الحوار بين المجتمعات الدينية، خاصة في سياق القضايا العالمية المعاصرة مثل الهجرة والعلاقات الدولية.
قدّم المركز للمشاركين برنامجاً ليوم واحد، حيث ساعدهم على التعلم عن المشهد التاريخي والثقافي الفريد للعلاقات بين اتباع الأديان في مصر. ألقى المطران الدكتور منير أنيس، مدير المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة، محاضرة عن تاريخ العلاقات المسيحية الإسلامية في مصر والتحديات التي تواجهها، بينما ألقت الصحفية سارة علام شلتوت، طالبة الدكتوراه في جامعة سانت أندروز في اسكتلندا، محاضرة حول موضوع بناء الكنائس في مصر. شملت المناقشات كيفية تعايش المجتمعات المسيحية والإسلامية في مصر لعدة قرون، متجاوزة فترات من التوتر وأخرى من الوحدة. كما تعلّم المشاركون عن دور الحوار بين ابتاع الأديان في مواجهة التحديات المعاصرة وتعزيز التعايش السلمي.
كما شارك في المناقشات القس الدكتور ماتيو أندرسون، مدير الدراسات الأكاديمية في المركز، والمُنظّم الرئيسي لهذا الحدث، حيث قدّم خبرته في دراسة العلاقات بين اتباع الأديان من منظور أكاديمي. وساهم أيضاً الشماس سمير داوود، زميل باحث في المركز، في تنظيم الحدث، إلى جانب السيد كريم جرجس، مدير الشراكات الدولية والتواصل في المركز.
بالإضافة إلى التعرف على تاريخ العلاقات بين أتباع الأديان في مصر، شارك الوفد السويدي في مناقشات تركزت على تحديات العلاقات بين أتباع الأديان في السويد، وخاصة فيما يتعلق بتجربة البلاد مع الهجرة والتنوع الديني. وقد تبادل الوفد السويدي آراءه حول كيفية تقاطع التعددية الدينية والثقافية المتزايدة في السويد مع القضايا العالمية، مع السعي للاستفادة من تجارب مصر في العلاقات بين الأديان. عبّر الدكتور ويرين عن تقديره لهذه الفرصة للتفاعل مع المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة، مشيرًا إلى الدروس الهامة التي تم تعلمها من تاريخ مصر الغني.
مثّل هذا الحدث تجسيداً لرسالة المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة في تعزيز التفاهم المتبادل بين المجتمعات الدينية والثقافية في مصر وعلى الصعيد الدولي، من خلال الترويج للحوار كأداة من أجل بناء سلام حقيقي ومستدام. وستستمر الشراكة بين المركز، وجامعة لوند، وكنيسة السويد في بناء جسور التعاون بين مصر والسويد، دولتين متنوعتين ثقافياً ودينياً.