الثلاثاء ١٨ مارس ٢٠٢٥
القاهرة، مصر
في يوم الثلاثاء ١٨ مارس، تعاون المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة مع أبرشية الكنيسة الأسقفية بمصر في تنظيم افطار رمضاني بقاعة مسرح كاتدرائية جميع القديسين الأسقفية في الزمالك، القاهرة. حضر الحدث شخصيات دينية ودبلوماسية وسياسية واجتماعية بارزة، مما عزز روح الوحدة والاحترام المتبادل بين مختلف الطوائف الدينية في مصر.
رحب رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية للكنيسة الأسقفية، بالحضور، مشددًا على أهمية الاجتماع خلال شهر رمضان المبارك حول مائدة تجمع المحبة والوحدة. وقال: “تمنحنا هذه المناسبة فرصة لتعزيز الصداقات كأسرة واحدة، حيث تبقى المودة أساس علاقتنا كمواطنين في نفس الوطن. إن مشاركة الطعام هي رمز قوي للدفء والوئام.”
وأكد رئيس الأساقفة الشرفي الدكتور منير حنا، مدير المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة، على هذه المعاني، مسلطاً الضوء على المحبة الإلهية التي توحد الناس ليس فقط في هذا اليوم، بل على مدار العام. كما أشار إلى معاناة بعض المجتمعات التي تواجه صعوبات، مثل فلسطين وغزة وسوريا والسودان، داعياً للصلاة من أجل السلام والعدل في العالم.
وشدد فضيلة الدكتور علي جمعة، المفتي السابق لمصر، ورئيس لجنة الشؤون الدينية بمجلس النواب وعضو مجلس أمناء المركز، على أن هذا اللقاء يعكس شعوراً عميقاً بالوحدة والمحبة. وقال: “ندعو الله أن يسود الخير والسلام، وأن نكون دائماً مصدراً للتأثير الإيجابي والقدوة الصالحة.”
وأعرب فضيلة الدكتور أبو زيد الأمير، منسق بيت العائلة المصرية وممثل فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب، عن امتنانه لمنظمي الحدث، مشيراً إلى أن مصر طالما كانت نموذجاً للتلاحم الوطني. ولفت إلى أن تزامن صوم رمضان مع الصوم الكبير للأقباط هذا العام يعد دليلاً إضافياً على تراث مصر في التعايش والاحترام المتبادل.
وأكد الكاتب والمفكر الدكتور حسام بدراوي على أهمية مثل هذه اللقاءات بين أتباع الأديان، قائلاً: “تذكرنا هذه المناسبة بالقيم المشتركة للإنسانية والرحمة بين أبناء الشعب المصري. نحن نقدر بشدة هذا التواصل المستمر الذي يعزز روح الأخوة والتضامن.”
من جانبه، شدد معالي السفير البريطاني في مصر، السيد جاريث بايلي، على أهمية التواصل والتأمل خلال شهر رمضان. وقال: “هذا الشهر ليس فقط للقاءات، ولكنه أيضاً وقت للتأمل العميق في جوهر الحياة. في هذا المكان، نشعر بروح السلام والمحبة التي تجمعنا جميعاً كمجتمع متماسك.”
وأشار الدكتور سامح فوزي، كاتب ومسؤول بمكتبة الإسكندرية وعضو مجلس امناء المركز، إلى أن هذا الحدث يعكس الفهم العميق والقيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين في مصر. وأضاف: “التفاعل اليومي والحوار يعززان وحدتنا ويجعلنا أكثر قوة كمجتمع.”
وأكد معالي السفير حسام عيسى، مساعد وزير الخارجية، على أهمية مثل هذه الفعاليات في تعزيز ثقافة التعايش والاحترام المتبادل. وقال: “يرسل هذا اللقاء رسالة قوية بأننا شعب واحد، نعيش معاً في انسجام ونعمل من أجل الخير المشترك.”
حضر الحدث أيضاً معالي السفير جورج بوستنجر، سفير النمسا؛ معالي المستشار عدلي حسين، محافظ القليوبية السابق وعضو مجلس أمناء المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة؛ معالي الدكتور إبراهيم فوزي، وزير الصناعة الأسبق وعضو مجلس أمناء المركز؛ المهندس مجدي الطاهر، رجل الأعمال؛ معالي السفير رؤوف سعد، مساعد وزير الخارجية الأسبق؛ السيد رينيه جورنفلو، المستشار الاقتصادي لوفد الاتحاد الأوروبي في مصر؛ السيدة ماتيلدا رينارد، دبلوماسية بلجيكية؛ السيدة سوشما، القائمة بأعمال سفير الهند بالقاهرة؛ والسيد محمد الجنيد، دبلوماسي من سفارة سنغافورة بالقاهرة.
كان الإفطار بمثابة شهادة على تقاليد مصر العريقة في الوحدة، مؤكداً على قوة التجارب المشتركة في تعزيز ثقافة التعايش السلمي والحوار وبناء السلام بين جميع أطياف المجتمع.