القاهرة، مصر – ٢٤ فبراير ٢٠٢٥
نظم قسم الدراسات المسيحية الإسلامية في المركز المسيحي الاسلامي للتفاهم والشراكة التابع لأبرشية الكنيسة الاسقفية برئاسة المطران الدكتور سامي فوزي زيارة إلى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف برئاسة الدكتورة ريهام عبد الله، تلتها زيارة إلى دار الإفتاء المصرية، حيث استقبل الوفد فضيلة مفتي الديار المصرية، الشيخ الدكتور نظير عياد. أتاحت هذه الزيارات للمشاركين فرصة الاطلاع على دور هذه المؤسسات في تعزيز السلام، ومكافحة التطرف، وتعزيز الحوار بين الأديان، كما تضمنت جلسات نقاشية مفتوحة مع القيادات الدينية لتعميق الفهم حول جهود مصر في مواجهة الفكر المتطرف وتعزيز التماسك والسلم المجتمعي.
وضم الوفد دبلوماسيين وقادة دين وطلاباً دوليين وباحثين، كان من بينهم السفيرة إيمي لورنسون، سفيرة نيوزيلندا في مصر. تأتي هذه الزيارة ضمن فعاليات منتدى الدين والسلام والشؤون الدولية، وهي مبادرة جديدة أطلقها المركز لتعزيز النقاشات البناءة حول التعاون بين المجتمعات المصرية والدولية لمعالجة التحديات العالمية.
تأسس المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة في يونيو ٢٠٢٢ في أبرشية الكنيسة الأسقفية بمصر حيث يلعب دورا محوريا في تعزيز الحوار والتعاون بين المجتمعات الدينية داخل المجتمع المصري. يهدف المركز إلى بناء السلام، وحل النزاعات، ومواجهة التوترات الطائفية من خلال مبادرات مختلفة تسعى إلى تقريب وجهات النظر بين المجتمعات الدينية.
أما مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، فهو مؤسسة بارزة ضمن الأزهر الشريف، ويعمل على رصد خطابات التطرف وتقديم رؤى معتدلة بلغات متعددة تعزز قيم التعايش والانفتاح، إلى جانب تحليل الأفكار المتطرفة وتصحيح المفاهيم المغلوطة حول الإسلام.
وفي السياق ذاته، تُعد دار الإفتاء المصرية المرجعية الأساسية في إصدار الفتاوى الشرعية في مصر، حيث تقدم إرشادات دينية تستند إلى الفكر الإسلامي الوسطي، وتسهم في مكافحة التفسيرات المتشددة وتعزيز الانسجام الديني والاجتماعي داخل مصر وخارجها.
يتمتع كل من الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية بمكانة تاريخية ودينية كبيرة لدى المسلمين السنة في جميع أنحاء العالم. فمنذ تأسيسه قبل أكثر من ألف عام، يُعد الأزهر أهم مركز علمي وديني لدى المسلمين السنة، حيث يشكل مرجعية كبرى في الفقه والفكر الإسلامي. أما دار الإفتاء، التي تأسست عام ١٨٩٥م، تعتبر أحد أعمدة الإرشاد الديني والفقهي في مصر والعالم الإسلامي.
سلطت الزيارة الضوء على أهمية العلاقة التاريخية بين الكنيسة الأسقفية/الإنجليكانية والأزهر الشريف، والتي توثقت رسمياً عبر اتفاقية الحوار الموقعة في ٣٠ يناير ٢٠٠٢ في قصر لامبث بالمملكة المتحدة. تهدف هذه الاتفاقية إلى تعزيز السلام والتسامح والتعاون بين الأديان، مما أسس لشراكة مستمرة لمواجهة التحديات الدينية المشتركة على الصعيد العالمي.
قاد تنظيم اللقاء الدكتور القس ماتيو أندرسون، مدير الدراسات الأكاديمية في المركز، حيث شدد على أهمية التعاون الأكاديمي والحوار بين أتباع الأديان في التصدي للقضايا العالمية. كما أكد على الدور الحيوي للتعاون بين المركز وأبرشية الكنيسة الأسقفية في مصر، والأزهر الشريف، ودار الإفتاء، ومرصد الأزهر لمكافحة التطرف، مشيراً إلى أن هذه الجهود المشتركة تسهم في ترسيخ قيم السلام والانسجام الوطني داخل المجتمع المصري.
تمثل هذه الزيارة خطوة جديدة في مسيرة المركز نحو تعزيز الحوار بين أتباع الأديان، وبناء السلام، والمساهمة في جهود مصر الرامية إلى تعزيز التعايش الديني والفهم المشترك على المستويين الوطني والدولي.